تصاعدت التوترات الأمنية بين لبنان وإسرائيل في الأيام الأخيرة، وسط مخاوف من اندلاع حرب جديدة. وقد دفع ذلك آلاف العائلات اللبنانية إلى النزوح من مناطقهم التي تعدّ معرضة للقصف.


يشير الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين، إلى أن "مئات العائلات من سكان الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، بدأوا باستئجار منازل في جبل لبنان؛ تحسباً لوقوع الحرب في أي لحظة". ويؤكد أن "ازدياد الطلب على المنازل رفع الأسعار لأكثر من خمسة أضعاف".

ويقول شمس الدين: "حتى الآن لم نشهد عمليات نزوح كثيفة، إلّا أن أغلب سكان القرى والمدن والبلدات القريبة من الحدود مع إسرائيل، استأجروا منازل لمدة تتراوح ما بين شهر وثلاثة أشهر". لافتاً إلى أن "الإقبال القوي يتركّز على منطقة إقليم الخروب القريبة والتي تعد البوابة الشمالية لجنوب لبنان، ثم في البلدات والقرى الدرزية والمسيحية في جبل لبنان مثل: قرنايل، صوفر، شانايه، عاليه، بحمدون، قبيع وحمانا، بالإضافة إلى البلدات المسيحية الواقعة في المتن الشمالي وكسروان".

وتعدّ البلدات المذكورة مناطق اصطياف، وتتميّز بطقس بارد في فصل الشتاء، إلّا أن ذلك لم يمنع "النازحين المحتملين" من الإقبال عليها. ويشير شمس الدين إلى أن "المنزل الذين كان يؤجر بـ200 دولار، بات سعره يفوق الألف دولار شهرياً".

وكشف أحد أبناء مدينة عاليه (جبل لبنان) لـ"الشرق الأوسط"، عن أن "أكثر من 90 في المائة من منازل المدينة المعدّة للإيجار، سلمت إلى مستأجرين جدد، وكذلك الحال في البلدات الواقعة ضمن القضاء ومنها القماطية، كيفون، دير قوبل، مجدل بعنا، بساتين وسوق الغرب". وأكد أن "بدل الإيجار الشهري للبيت يبدأ من ألف دولار وما فوق". وقال: "أغلب أصحاب هذه المنازل يصرون على تأجيرها لسنة كاملة، ويقبضون بدل الإيجار مسبقاً".

 

يشير شمس الدين إلى أن "التصعيد الأمني قد يدفع آلاف العائلات اللبنانية إلى النزوح، مما سيؤدي إلى أزمة إنسانية كبيرة". ويدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتهدئة الأوضاع، ومنع اندلاع حرب جديدة.

 

يؤكد شمس الدين أن "لبنان لا يتحمل حربًا جديدة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها". ويدعو إلى العمل على حل النزاع بين لبنان وإسرائيل سلميًا، من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.


المصدر : الشفافية نيوز