اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، أن طرح الحوار من قبل بعض الأطراف هو "مناورة" لتشتيت التركيز عن الإستحقاق الرئاسي، وتضييع المسؤوليات.


وفي حديث لصحيفة "الراي" الكويتية، أوضح جعجع أن مبادرة تكتل "الاعتدال الوطني" تهدف إلى كسر الجمود في العملية الانتخابية، من خلال لقاء يجمع النواب في قاعة واحدة، على أن يلتزم المشاركون بالنزول إلى جلسة الانتخاب المفتوحة بدورات متتالية.

وأشار جعجع إلى أن تكتل "القوات" رحب بالمبادرة، بشرط أن تكون جلسة واحدة فقط، ومهما طال وقتها، يتداعى إليها النواب، وليطرح خلالها أي فريق ما يشاء، على أن يلتزم المشاركون بالذهاب إلى جلسة انتخاب.

وأكد جعجع أن الرئيس بري وافق على المبادرة، وبالتالي يجب أن يدعو إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية، وليس إلى جلسات متتالية كما بدأ يشاع.

وكشف جعجع أن فريق الممانعة بدأ يعطي إشارات إلى الالتفاف على المبادرة، من خلال تأخير حزب الله تحديد موعد للتكتل، والكلام عن وجوب ترؤس الرئيس بري اللقاء الحواري وعن أن الحوار ليس تداع، ورفض ترك جلسة الانتخاب مفتوحة.

وأكد جعجع أن مبادرة تكتل "الاعتدال" تأتي على وهج معاودة مجموعة الخمس حول لبنان تحركها عبر سفرائها في لبنان، مشيراً إلى أن هذه المبادرة قد تكون منسقة مع المجموعة وربما لا، وفي أي حال هي طرح جيد، وينبغي أن يسير بها الجميع إذا كانت النيات صادقة.

وتابع جعجع أن البحث في الأسماء الرئاسية قد يحصل إذا أراد فريق أو آخر طرحها، مشيراً إلى أنه في حال تم الاتفاق على اسم واحد، فهذا أمر جيد، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، يتم اللجوء إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية.

اعتبر جعجع أن فريق الممانعة دخل وأدخل لبنان في مجموعة تعقيدات تبدأ في البحر الأحمر ولا تنتهي في البحر المتوسط، مشيراً إلى أن هذا الفريق لم يراع مصالح لبنان في مسألة الحرب، ولن يراعيها في الانتخابات الرئاسية.
أوضح جعجع أن مجموعة دول الخمس تحاول الضغط لإجراء الانتخابات الرئاسية وسد فجوة كبيرة في عجلة الحكم والمؤسسات، مشيراً إلى أن بعض دول الخماسية حاولت طرح بعض المرشحين في مرحلة معينة، ولم ينجح الأمر.

أشار جعجع إلى أن زيارة سفراء مجموعة الخمس للرئيس بري كشفت أن العقدة تكمن في رفض فريق الممانعة للنزول إلى جلسة انتخاب مفتوحة، مؤكداً أن هذا الفريق لن يفرج عن الاستحقاق الرئاسي إلا حين يضمن وصول سليمان فرنجية.
اعتبر جعجع أن تحرك تكتل "الاعتدال" في سياق مبادرة لكسر الجمود الرئاسي قد يكشف نية فريق الممانعة الحقيقية.


كما رأى جعجع أن عدم موافقة حزب الله على جميع مطالب جبران باسل في الملفات الداخلية، تؤثر على علاقة الحزب بالتيار العوني، مشيراً إلى أن مواقف باسيل مرتبطة دائماً بمصالحه الشخصية.
أكد جعجع أن التقاطعات مع باسيل على مسائل محددة ممكنة، لكن ذلك لا يعني وجود تفاهم سياسي شامل، نظراً لعدم التزامه بأي موقف سياسي ثابت على مدى ثلاثين عاماً.
اعتبر جعجع أن الأوضاع في المنطقة باتت أكثر جدية وخطورة، وأن على "حزب الله" الأخذ في الاعتبار الوقائع الجديدة التي نشأت بعد 7 أكتوبر، وإلا يمكن أن يودي بحاله وبالجنوب وباللبنانيين إلى الجحيم.

نفى جعجع أن يتخلى حزب الله عن أي شبر من الأراضي اللبنانية لإسرائيل. ولكن، بالمقابل أكد جعجع أن الدفاع عن لبنان يجب أن يكون مسؤولية الجيش اللبناني، وليس حزب الله، داعياً إلى انسحاب الحزب من الجنوب وانتشار الجيش مكانه.
اعتبر جعجع أن ربط لبنان بسياسات إيران في المنطقة أمر غير مقبول، مشيراً إلى أن غالبية اللبنانيين لا يريدون الحرب.
أشار جعجع إلى أن قرار مجلس الأمن 1701 لا علاقة له بمزارع شبعا، بل يدعو إلى وقف الأعمال العدائية وانسحاب جميع التنظيمات المسلحة من جنوب لبنان.
اعتبر جعجع أن حزب الله يتكل على الولايات المتحدة لمنع وقوع حرب شاملة، مشيراً إلى أن واشنطن لا تريد توسع الحرب.
أكد جعجع أن الحديث عن توظيف مجريات حرب غزة في الداخل اللبناني عبر تفاهم أميركي - إيراني وهم، وأن المعارضة اللبنانية لن تقبل بأي تفاهم خارجي لا يتوافق مع مصالح لبنان.


المصدر : وكالات