تمتلئ الأرجاء بالروحانية والتأمل، حين يعيش سكان بلدة القرية جنوب شرق مدينة صيدا في لبنان، مناسبة درب الصليب تعود هذه الفعالية الدينية إلى قرون عديدة، حيث يعيد أهالي البلدة في كل عام مشاهد الجمعة العظيمة بتفاصيلها المؤثرة، مما يجسّد رموز الإيمان والتضامن بينهم ويجدّد روح الروحانية في قلوبهم.


في تقليد يعود للعقود الطويلة، أحيت بلدة القرية جنوب شرق مدينة صيدا في لبنان، مناسبة درب الصليب ودفنه بطقوس معبّرة ومؤثرة، تجسّدت في مجموعة من المشاهد الواقعية التي أعادت إلى الأذهان أحداث الجمعة العظيمة بحسب التقاليد المسيحية.

بدأت الاحتفالية بمشهد استعادي يتخلله الترتيلة الدينية "الرب الراعي"، حيث خرج المشاركون من كنيسة القرية وهم يتلون الصلوات والترانيم المعهودة في هذه المناسبة. ومن ثم، انطلقوا في مسيرتهم نحو مشهد بستان الزيتون، محاكاةً للمشهد الذي مر به المسيح قبل صلبه.

 

وفي رحلتهم المؤثرة، توالت المشاهد الدرامية التي تجسّدت بمرورهم بمشاهد مختلفة، بدءًا من محاكاة المحاكمة وجلد المسيح، وصولًا إلى مشهد لقاء يسوع ببيلاطس، وسرد الأحداث التي سبقت صلب المسيح، وتعذيبه على يد الجنود الرومان.

 

وفي ختام المناسبة، جرى تقديم مشهد الجنازة ودفن المسيح، في لحظة تمثّلت فيها أعماق المشاعر الدينية والروحانية لدى المشاركين، حيث تجمّعوا حول قبر يرمز إلى مكان دفن المسيح وألقوا الصلوات والتسابيح، معبرين عن وفاءهم لهذه الذكرى الدينية الهامة.

وبهذه الطقوس والمناسبات، يستمر أهالي القرية في الاحتفال بدرب الصليب بكل عمق وتفانٍ، معبرين عن تمسكهم بتراثهم الديني والثقافي وتعزيز روح التضامن والمحبة فيما بينهم، ومشاركين بشكل حيوي في تجديد الروحانية والإيمان في قلوبهم وفي قلوب من يشاركهم هذه التجربة المؤثرة.

 


المصدر : Transparency News