تصرّ الحكومة الفرنسية وإدارة الرئيس إيمانويل ماكرون على أن يلعبوا دور الوسيط في أزمة الرئاسة اللبنانية المتفاقمة، بين أطراف الصراع، بما في ذلك إيران وحزب الله من جهة، والولايات المتحدة والسعودية من جهة أخرى، بهدف تسهيل تجاوز هذه الأزمة في الوقت الحالي الصعب.


وتشير مصادر مقربة من قصر الإليزيه إلى أن زيارة رئيس تيار المردة اللبناني سليمان فرنجية إلى فرنسا تأتي في إطار البحث عن سُبُل لحل الأزمة، وتقييم موقف الزعيم الزغرتاوي وحزبه بالنسبة لاقتراحات تهدف إلى تحريك الأمور فيما يتعلق بملف الرئاسة. وتُشير المعلومات إلى أن اللقاءات التي سيعقدها فرنجية في فرنسا قد تكون فرصة لتقديم تنازلات جديدة بهدف تسهيل توافق سياسي.

تعتمد الاستراتيجية الفرنسية هذه المرة على محاولة إغراء فرنجية بعروض جديدة مقابل سحب ترشيحه للرئاسة. ويركز باريس على حكمة فرنجية ووطنيته في أمل بتقديمه لهذا التنازل، مع الضغط من جانب بعض رجال الأعمال والسياسيين الذين يدعمونه. ويرى الخبراء أن هذه الخطوة قد تكون مفتاحاً لتحريك الأزمة الرئاسية في لبنان نحو حلول جديدة.

تأتي هذه الجهود في ظل استمرار التواصل بين باريس وطهران، مع محاولات فرنسا للتأثير على موقف إيران فيما يتعلق بالأزمة اللبنانية. ومن المتوقع أن تتجه الأمور نحو اتخاذ قرارات هامة بعد عطلة الأعياد، بينها لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين والتحرك نحو مبادرات جديدة لحل الأزمة.

في الختام، يُعتبر سحب ترشيح فرنجية للرئاسة خطوة مهمة نحو فتح ثغرة جديدة في الأزمة الرئاسية اللبنانية، مع فتح الباب أمام حوارات جديدة ومسارات محتملة للتوصل إلى تسويات سياسية تلبي تطلعات الجميع.


المصدر : وكالات