د. رودريك نوفل


إشتهر عبدالله بن المقفّع بأدبه التشبيهي لأنّه كان يعيش في زمن يتم فيه قتل من يتهم ومن يقول الحقيقة ويضع الأصبع على الجرح فكان كتابه الشهير "كليلة ودمنة" الذي من بعده قيل بإبن المقفّع وأدبه "السهل الممتنع" لسهولة وصول المعنى والمعلومة للقارئ ولامتناع أي كان من الكتابة بهذا الأسلوب وتقليده لعدم قدرتهم على ذلك. وقد إشتهر بهذا الأسلوب النقدي أدباء الغرب أيضاً وعلى رأسهم فيكتور هوغو.

اليوم مع إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي وتعدد المصادر لم يعد الكاتب بحاجة أن يخفي ويَحبك معلوماته بطريقة مبطّنة ولعل أبرز هذه الكتابات التي تتعلق بالفساد والجريمة المنظمة. بنظرة سريعة على عملية إختطاف وقتل "باسكال سليمان" نرى اجتياح وسائل التواصل بتوجيه تهمة القتل لمن يحمل السلاح ويحميه ويسهّل تنقله وانفلاته بين المواطنين خاصةً بعد الجرائم والإغتيالات والتجاوزات التي حصلت مؤخراً من تفجير المرفأ وصولاً لقتل باسكال سليمان. شبكات التواصل بعد ٤ آب انفجرت بإتهام حزب السلاح خاصة ان افراده تم اتهامهم والقبض عليهم بتهمة حيازة وتهريب نيترات الأمونيوم في عدة بلدان وتتالت الأحداث حيث تم اغتيال المصوّر جو بجّاني الذي يحتفظ بأرشيف لصور المرفأ قبل وبعد وخلال الإنفجار وبالطبع تم ربطها بجريمة المرفأ كما مع اغتيال الضابط أبو رجيلي فالشعب رأى البصمات الإجرامية نفسها الى جريمة اغتيال لقمان سليم حيث رفع جميع الموجودين في بيته الصوت ووجهوا اصابع الإتهام على حزب السلاح ليس فقط لأنه يعيش في منطقة تابعة لهم وتم تهديده عدة مرات وتم توثيق التهديدات عبر لقمان نفسه ولا تزال رسائله موجودة بل ما زاد الين بلّة هي تصريح علني لمن يسمّي نفسه المؤتمن على لبنان والجنوب والدماء بأن لا شيء يجري في مناطق نفوذه الجنوبية وصولاً لإسرائيل دون علمه حيث أن الجريمة حصلت في إحدى تلك المناطق فكانت أوّل ردّة فعل وأوّل ردّ عبر لقاء سيّدة الجبل "هو مات في منطقة نفوذك حيث تدّعي السيطرة ومعرفة كلّ شيء، إن لم تكن أنت من قتله على الأقلّ أخبرنا من الفاعل" وممّا رفع مستوى الشكّ عند البعض الآخر تغريدة أطلقه نجله وعاد ليمحيها من شبكة التواصل لكنها لم ولن تُمحى من أذهاننا: "خسارةُ البعضِ هي في الحقيقةِ ربحٌ ولطفٌ غيرُ محسوبٍ". وأرفقها بِوَسم "بلا أسف".

ممكن بيس ممكن تلبيس والأكيد جسمه لبّيس

 

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )