جوزف بو هيا - كاتب سياسي


تتعالى الأصوات السيادية الداخلية مطالبةً حزب القوّات اللبنانية باتخاذ موقف أكثر حزمًا وتقدّمًا في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية، خاصّة في ضوء المحاولات المتواصلة من قبل حزب الله لتقويض وحدة هذه المجتمعات. يرى الكثيرون أنّ هناك استراتيجية منظّمة يتّبعها حزب الله لزعزعة استقرار المجتمعات اللبنانية المعارضة لسياسته، وذلك بالتعاون مع بعض الحلفاء المُلحقين ذوي التأثير المحدود، بهدف تفكيك وحدتها والإضرار بتعايشها المشترك.
يشعر المجتمع بأنّ القيم التي يلتزم بها حزب القوّات اللبنانية، والتي تتمثّل في التمسُّك بمبادئ الدولة والعدالة، تواجه تحدّيات جمّة في ظلّ الواقع اللبناني الراهن، حيث يتجاوز حزب الله كل القوانين والمعايير الإنسانية بتصرّفاته. من وجهة نظرهم، حزب الله لا يعكس فقط أجندة خارجية، بل يُهدّد أيضًا التضحيات الكبيرة التي قُدّمت من أجل الحفاظ على استقلاليّة لبنان وهويّته.
يتمّ تصوير المجتمع السياسي المعارض، من مختلف الطوائف، زورًا باعتباره خائنًا وعميلاً ويُشَكَّك بنواياه، ببساطة لأنه مُلتزم بشعار "لبنان أولاً". في هذا السياق، يُعتبر حزب القوّات اللبنانية ملاذًا أخيرًا وأملاً يجمع تطلُّعات كلّ من يسعى للحرية والكرامة في مواجهة التحديات القاتمة التي يطرحها حزب الله. 
يسعى حزب الله إلى القضاء على هذا الأمل من خلال مهاجمة حزب القوّات اللبنانية بعنف والتحريض ضده في كلّ فرصة ممكنة وآخرها ما نشهده اليوم من تحريض واسع بعد قتل منسق حزب القوات اللبنانية في منطقة جبيل باسكال سليمان.
يُحذّر البعض من أنّ الفشل في مواجهة هذه التحديات بشكل أكثر حزمًا، والتحوُّل من الوضع الدفاعي إلى الهجومي، قد يؤدّي في النهاية إلى اندلاع صراع داخلي مسلَّح، وهو أمر لا يرغب بتكراره معظم اللبنانيين، خشية الدمار والخسائر البشرية الناجمة عن مثل هذا الصراع الذي يسعون إلى نسيانه.
 يُشاد بحزب القوّات اللبنانية وقيادته الحكيمة في وجه ما يحاك للبنان في الغرف السوداء ولتمسُّكهم بالمبادئ والأخلاق السياسية، حتى في تحالفاتهم ومعارضاتهم، ممّا يضعهم في مواجهة مباشرة مع خصوم يفتقرون إلى القيم الأخلاقية.

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" ).


المصدر : Transparency News