كتب د. رودريك نوفل


لا يخفيَنَّ أحد أنَّ ما يحصل بين إسرائيل و إيران شبيه بمباراة كرة الطاولة أو ما يُعرف ping pong فاللعب المفتوح جارٍ على مدار الساعة و آخره غارة على مدينة أصفهان في منتصف إيران حدثت الأمس في ساعات الصبح الأولى و ما يجري من محادثات في الخفاء يشير إلى أن الطرفَين هادفَين إلى التهدئة.

سُمع دوي إنفجارات خلال الليل المنصرم في أصفهان قيل عبر الإعلام العبري و الأميركي أنها ضربات مُركّزة بينما ذهب الإعلام الإيراني لرواية أُخرى باعها لشعبه و لجمهور الممانعة و هي تصدّي الدفاعات الجويّة الإيرانيّة لثلاثة مُسَيّرات فوق أصفهان تم إطلاقها من عملاء الداخل و ليس حتى من إسرائيل.

الروايات المتضاربة عن هذه الضربة حيث تم تسخيف ما خصل من قبل الإعلام الإيراني و غياب أي بيان رسمي إسرائيلي هي اشارة صريحة من الطَرَفَين أن يتفاديان التصعيد بعد هجوم المسَيَّرات و الصواريخ الإيرانية على إسرائيل السبت المنصرم وذلك حسب رأي المحلل بشؤون الأمن و الدفاع في الشرق الأوسط رياض فهوجي من دُبَيْ.

و يضيف إلى ان هذا الهجوم الإسرائيلي تم تنفيذه بأسلحة شديدة الدقة و أطلقت من المجال الجوي العراقي مستهدفة قاعدة قرب أصفهان تلك التي أَطلق منها الإيرانيون المسيرات بإتجاه إسرائيل
مما يؤكد ان هجوم يوم الجمعة برهن للإيرانيين ان إسرائيل قادرة أن تصيب المفاعل النووية و مشروعها النووي بأي لحظة.

وضع إيران اليوم كالمراهق الذي صعد إلى الشجرة وصل إلى أعلى غصن فيها و لا يدري كيف ينزل عنها . الإيرانيون يدرون التقدم التكنولوجي و العسكري و النوعي الإسرائيلي الذي لا يستطيعون مجاراته. خلال الهجوم الإيراني يوم ١٣ من نيسان ، إيران أطلقت ٣١٠ صواريخ و مسيرات ضد إسرائيل و منها فقط ٧ دخل المجال الجوي الدفاعي الإسرائيلي بينما إسرائيل أطلقت عددا اقل من الصواريخ ٣ أو ٤ و جميع هذه الصواريخ قد دخلت المجالات الجوية الإيرانية. و حسب التقارير التي تأتي من  إيران أن طهران لا تنوي ابداً الرد . مما يعني أن إسرائيل أيضاً لن ترد و تكون هذه دلالة أن لعبة كرة الطاولة بينها قد إنتهت أو هي في استراحة بين الشوطَين.

فإن الهجوم الإيراني الذي حصل و الذي وصفه بعض اللبنانيين و العالم اجمع بأنه مسرحية قد يصل إلى خواتيمها ، حيث أن لا مسرحية بلا بطل و لا بطل دون بطولة و ما فعله الإيرانيون كان تهريج و لم يرقى لكي يكون تهديداً لدولة إسرائيل.  فهل سيكمل الإيرانيون حروبهم و تهديداتهم على حساب الشعب العراقي و أمن المنطقة و الشعب اللبناني أو أن إيران ستخوض الحرب على طريقة جبران خليل جبران في قوله المأثور "التجاهل إنتقام راقٍ و صدقة جارية على فقراء الأدب" 


المصدر : Transparency News