الصراع في لبنان لا يقتصر فقط على الأزمات المتعدّدة التي يعاني منها البلد، بل يتجاوز ذلك إلى معركة الروايات و الفبركات التي يروِّج لها إعلام الممانعة، و الذي يعمل جاهدًا لتحريف أيّ موقف أو مقترح يصدر عن قوى المعارضة.


تعاني السياسة اللبنانية من تشويه ممنهج للمبادرات التي تهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصاديّة و الاجتماعيّة، وحلّ مشكلة النازحين التي تُؤرق البلاد. كلّما ظهرت مبادرة تسعى للتغيير الإيجابي و تعزيز الاستقرار، سرعان ما تواجه بحملة تشويه تقودها منابر إعلاميّة مقرّبة من حزب الله، و التي تسعى لرسم صورة مغايرة للواقع بهدف الحفاظ على الوضع القائم و تعزيز نفوذ الحزب.
هذه الحملات تأتي لتغطية غياب المشاريع الوطنيّة الجادّة و الفعّالة من قِبل حزب الله، الذي لم يقدّم أيّ تصوُّرات حلول للمشكلات الرئيسية مثل الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية، بما في ذلك قضيّة النزوح. بدلاً من ذلك، يفضّل الحزب الحفاظ على استراتيجيّة الاعتماد على السلاح و ارتباطه الخارجي، ممّا يثير قلق الكثيرين من أنّ هذه الاستراتيجيّة السلطويّة تخدم مصالح ضيّقة بدلاً من الصالح العام.
يحاول حزب الله سحب القوى المعارضة له إلى الحروب الإعلاميّة لإبقائها خارج اللعبة السياسيّة الفعليّة ولإفقادها عنصر المبادرة والطروحات المثمرة، الذي هو بعيد عنها بسبب محدوديّة رؤيته للحلول التي تواجه البلد. تقوم سياسة الحزب على الشعارات الفارغة الخالية من الإنجازات، بحيث أظهرت التجارب و الأيام أنّه لولا السلاح لا قيمة له فعليّة في الحياة السياسية.


المصدر : Transparency News