في خضم توترات سياسية متصاعدة بين ألمانيا والصين، يجد المستشار الألماني نفسه في موقف حساس بعد عودته من زيارة للصين بهدف تعزيز العلاقات التجارية. تحولت هذه الزيارة إلى مصدر للتوتر بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس صينيين خلال فترة قصيرة بعد عودته، مما أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين.


بعد عودته من زيارة للصين بهدف تعزيز العلاقات التجارية، وجد المستشار الألماني أولاف شولتس نفسه في قلب أزمة سياسية بين برلين وبكين. خلال فترة قصيرة من عودته، اندلعت توترات سياسية بعد أن قامت السلطات الألمانية بإلقاء القبض على 4 جواسيس صينيين في غضون 24 ساعة فقط.

تم الإمساك بثلاثة ألمان يشتبه بتجسسهم لصالح الصين، وذلك بعد يوم واحد من اعتقال المستخدم الرابع، الذي يعمل كمساعد لنائب ألماني في البرلمان الأوروبي، وهو من الحزب اليميني المتطرف. وقد أثارت هذه الاتهامات انكماشاً في العلاقات بين البلدين، مع تقديم بكين نفياً لأي اتهامات بالتجسس، معتبرةً أنها تهدف إلى تشويه سمعة الصين وإفساد التعاون الصيني الأوروبي.

المستشارة الألمانية، نانسي فيزر، وصفت الكشف عن الجواسيس بأنه "خطير للغاية"، معربة عن خشيتها من أن يكون هذا التجسس اعتداء على الديمقراطية الأوروبية من الداخل. في حال ثبوت التهم، فإنها تحمل أيضا المسؤولية للأشخاص الذين توظفوا الجواسيس.

وفي هذا السياق، انتقدت المفوضية الأوروبية بشدة بعض الشركات الصينية، وفتحت تحقيقاً في تطبيق "تيك توك" الصيني، معتبرةً أنه يساهم في إدمان الشباب على تطبيقات التواصل الاجتماعي.

من جهة أخرى، تواجه ألمانيا تحديات تجارية مع الصين، خاصة في قطاع الاتصالات حيث تعتمد شبكة "5 جي" على شركة "هواوي" الصينية، وهو ما يثير قلق المخابرات الألمانية من التجسس.

تزداد التوترات بين البلدين بينما يبحث كل منهما عن سبل للتعامل مع التحديات الأمنية والتجارية في ظل تنامي الصراعات الدولية والتبادل التجاري العالمي.


المصدر : Transparency News