في ظل الأوضاع القاسية التي تعصف بإقليم دارفور في السودان، تتصاعد التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية في مدينة الفاشر، التي تشهد تصاعد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وسط هذا السيناريو المأساوي، تكشف تقارير حديثة عن تصاعد وتيرة الاشتباكات المسلحة، وتحذيرات من اندلاع مواجهات مدمرة في أي لحظة، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعرّض حياتهم للخطر المحدق.


في مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، تتصاعد الأوضاع الأمنية والإنسانية إلى مستويات خطيرة، كما أكد آدم رجال، المتحدث باسم "منسقية النازحين في إقليم دارفور". وصف رجال الوضع بأنه يشكل تهديداً محدقًا نتيجة للتصعيد المتزايد للاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشيرًا إلى احتمالية اندلاع أحداث عنيفة في غضون وقت قصير. 

يعتبر الفاشر آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور التي لا تزال تخلو من سيطرة قوات الدعم السريع، وهو ما يضعها تحت تأثير متفاقم للصراع. وقد شهد العام الماضي توسع قوات الدعم السريع وحلفاؤها ليطال أربع عواصم ولايات أخرى في المنطقة.

وفي هذا السياق، أشار رجال إلى أن الصراع المستمر أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين جراء التصادمات المسلحة في المنطقة، مما دفع العديد منهم للنزوح إلى خارج مناطقهم نحو معسكرات النازحين بأعداد متزايدة.

من جانبه، يسيطر "قوات الدعم السريع" على أربع ولايات في إقليم دارفور ومناطق أخرى في شمال دارفور، وتنذر سيطرتها المحتملة على الفاشر بتأثير كبير على الوضع الإنساني والأمني في المنطقة.

وفي تقدير رجال، فإن الوضع الإنساني في دارفور عموماً يعتبر "حرجاً للغاية"، حيث يعاني النازحون في معسكراتهم من نقص حاد في الغذاء والمأوى، مما يؤدي إلى وفيات جراء الجوع ونقص التغذية. وأشار إلى أن الأوضاع المعيشية المتردية دفعت البعض إلى استهلاك الأعشاب وأعلاف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، في حين يلجأ آخرون إلى تناول الحشرات من أجل البقاء.

وعلى الصعيد الصحي، يواجه النازحون تحديات كبيرة نتيجة لنقص الرعاية الطبية، حيث يشهد المعسكرات تفشي الأمراض وارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال والنساء. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت أمراض جديدة تظهر بين النازحين دون تشخيص طبي دقيق، وسط مخاوف متزايدة من تفشي الأوبئة مثل الكوليرا.

وتتزايد المعاناة مع نقص حاد في مياه الشرب، حيث يضطر النازحون إلى استخدام مياه ملوثة، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية والإسهالات. وفي ظل هذه الأوضاع، يناشد رجال كلاً من الجيش وقوات الدعم السريع وقف القتال الذي يتسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية وتكبد الشعب السوداني المزيد من الخسائر.


المصدر : Transparency News