وائل الزين


يقول مصدر سياسي متابع لحزب الله أنّ استعراضه لقوّته العسكريّة و أسلحته المتطوّرة، ليس فقط رسالة تهديد لإسرائيل، بل و أيضاً تأكيد على دوره كقوّة داخليّة لا يمكن تخطّيها. و لكن، مهما تعاظمت هذه القوّة، فإنّ حزب الله يظلّ، في النهاية، تنظيماً سياسيّاً و عسكريّاً لا يمكنه مقارنة نفسه بدولة قائمة بذاتها مثل إسرائيل، التي تتفوّق بشكل واضح في مجالات السلاح و التكنولوجيا و التنظيم العسكري.

الأهمّ من ذلك، يتابع المصدر السياسي، أنّه يجب التركيز على الأثر الذي تخلِّفه هذه التهديدات على الساحة الداخليّة في لبنان. فالاستعراض المستمرّ للقوّة يعكس نيّة الحزب ليس فقط في الدفاع عن الأراضي ضدّ التهديدات الخارجية، بل أيضاً في تثبيت قواعده داخلياً و تعزيز موقفه كقوّة لا مركزيّة قادرة على التأثير في سياسة البلاد. بهذا السلوك يضع القوى الداخلية أمام أمر واقع و يهدّد بزعزعة الاستقرار في لبنان، حيث يحاول الحزب فرض نفسه كحاكم فعلي على لبنان، ممّا يقلِّل من فعاليّة الحكومة الرسمية و يعزّز الانقسامات بين اللبنانيين.

بحسب المصدر أنّه علاوةً على ذلك، يؤدّي استمرار هذه التهديدات إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية و السياسية التي تعصف بالبلاد. يخشى المستثمرون و الشركات من غياب الأمان، ممّا يعرقل الاستثمارات و يبطئ من وتيرة النموّ الاقتصادي. كذلك، يؤدّي الوجود العسكري المكثّف و المنظّم للحزب في مناطق معيّنة و إستئثاره بالقرار اللبناني إلى إعاقة جهود كل القوى لتحقيق الاستقرار و النموّ، حيث تصبح محاولات إعادة البناء و التنمية رهينة لموافقة الحزب أو تتقيّد بشروطه.

يختم المصدر أنّ التحدّي الذي يواجه لبنان اليوم هو كيفيّة إعادة توحيد البلاد و تقوية مؤسّساته الحكوميّة لكي تتمكّن من السيطرة على كامل الأراضي اللبنانية. من الضروري وضع حدّ لسلاح الحزب عبر خطّة واقعيّة بين جميع الأطراف السياسية و العمل على حلّ النزاعات بطريقة تضمن الاستقرار و السلام، ليس فقط على المستوى الأمني، بل و أيضاً الاجتماعي و الاقتصادي.


المصدر : Transparency News