يبدو أن المشهد السياسي في لبنان يشهد تحولات معقدة وتحديات كبيرة تواجه جبران باسيل وتياره "التيار الوطني الحر". فعلى الرغم من تحقيق نجاح في تشكيل كتلة نيابية قوية، إلا أنه يجد نفسه في مواجهة تحديات داخلية تهدد استقرار التكتل.


لدى باسيل اعتبارات حساسة عند التعامل مع أي انشقاق داخل حزبه، خاصة أن ذلك قد يؤثر سلبًا على قوة التكتل ودعمه الشعبي. فقد يكون للانسحابات المحتملة تأثير سلبي على مكانة التيار في المشهد السياسي وعلى نتائج الانتخابات المقبلة.

تحتاج هذه التحديات إلى استراتيجية متكاملة للتعامل معها، بما في ذلك تعزيز التواصل والتنسيق داخل "التيار" نفسه، وتحسين العلاقات مع القوى السياسية الأخرى. كما يجب أن يكون لدى باسيل القدرة على الاستماع إلى مختلف الآراء داخل التكتل والعمل على تحقيق توافقات داخلية تعزز من وحدة الصف وتقوي الموقف السياسي. وتشير المعلزمات أن في الساعات الأخيرة حصل تواصل بين بعض النواب المعارضين وبين عونيين سابقين في اطار التنسيق المشترك للتخطيط لمرحلة ما بعد الخطوة الباسيلية المقبلة والتي من المتوقع ان تكون فصل احد النواب البارزين في" التكتل"،

المعضلة الحقيقية التي يعاني منها رئيس "التيار" أن النواب المعارضين له داخل "التيار" وتكتل "لبنان القوي" هم من الأقضية ذات الغالبية المسيحية، مثل المتن وجبيل وبعبدا، وهؤلاء عملياً وصلوا بأصوات مسيحية ومن المفترض الحفاظ عليهم لأن سائر النواب الذي وصلوا من أقضية أخرى مثل البقاع الغربي وبيروت الثانية، كان وصولهم مرتبطا بقرار "الثنائي الشيعي"، وعليه فإن أزمة باسيل تكمن في خسارة النواب اصحاب الحيثيات في الاقضية والدوائر المسيحية.


المصدر : Transparency News + وكالات