مارون مارون


مشاهد من دفن عنصرين من قوات الفجر، أحد أذرع محور الممانعة، حيث أمطروا عكار بالرصاص الحي وبقذائف ال أر بي جي، ما أدّى إلى حالات هلع وخوف لدى الأهالي الآمنين، كما أصيب طفل برأسه...
مشهد آخر من مشاهد سقوط الدولة في عقر دار رئيس الحكومة... مشاهد تحلو لمحور الممانعة، تسود فيها فوضى السلاح وإطلاق النار والترهيب، ليلتحق لبنان بسوريا واليمن والعراق وغزّة وإيران...
هذا المشهد المُقزز والمتخلّف والذي لا يُشبه لبنان، قابله مشهد راقٍ وحضاري، رغم الوجع والألم والظلم، تمثّل في مراسم وداع الشهيد باسكال سليمان، الذي شارك فيه وزحف إليه عشرات الآلاف من الأحرار، جاؤوا من كل لبنان، حيث لم تُطلق رصاصة واحدة، ولم يظهر أي شخص يحمل سلاحاً، ما يعكس إصراراً على التمسّك بالدولة بُغية استعادة عافيتها، ورفض الإستقواء عليها بهدف إسقاطها.
نعم، نحن نريد الدولة، ومحور الممانعة يسعى إلى تهشيمها تمهيداً للسيطرة عليها والإطباق على كامل مؤسساتها...
للأسف، مشهدان متناقضان... خطان متوازيان لا يلتقيان، ثقافة مختلفة اختلاف الحياة عن الموت، اختلاف التطور عن التخلّف، اختلاف السيادة عن التبعية، اختلاف الدولة عن الدويلة...
باختصار، ان هذه المشاهد يتحمّل مسؤوليتها "المسيحيون الخوارج" الذين سلّموا مقدّرات الدولة للدويلة، مقابل نائب هنا ووزير هناك، وقاض هنا ومدير هناك، وغيرهم من المواقع التي استبدلوا سيادة لبنان بها، فيما الوطن كله يدفع الثمن وقد غرق في بئر لا قعر لها ولا خروج منها إلا باستفاقة "شعب لبنان العظيم" والتفاف كل أحرار لبنان حول طروحات بناء الدولة وقيام الجمهورية القويّة عبر تطبيق القرارات الدولية وفي طليعتها القرار 1701، وإلا على لبنان السلام... والسلام.