كمال نحاس


علّق أحد السياسيين المشاركين في "لقاء معراب" على الحملات التي انطلقت ضدّه وضدّ المشاركين فيه منذ لحظة الإعلان عنه وعقده والمتواصلة حتى اليوم، معتبرًا أن هذه الحملات كفيلة باعتباره حقق الأهداف المرسومة له وأكثر، وأكّد بأن هذا اللقاء ليس إعلان جبهة بل يهدف إلى إغلاق جبهة الجنوب وإغلاق الباب الذي تهبّ منه رياح الحرب الشاملة على كل لبنان الذي لم يعد يحتمل أي خضّة إضافية على الخضّات التي يتخبط بها نتيجة ممارسات محور الممانعة ومنظومة الفساد والإفساد التي تتحكّم به بحماية سلاح غير شرعي لم يجلب للبنان وسائر الدول الواقعة تحت هيمنته سوى الحروب والتهجير والإنهيار.
وسأل السياسي نفسه، إذا كان المشاركون من الصف الثاني والثالث فما الذي استدعى الردود من الصف الأول والثاني والثالث وغيرهم من الراسبين في صفوف الوطنية والشراكة والدستور، كما أكّد بأن "لقاء معراب" كان ميثاقياً بامتياز وكان نموذجاً يحتذى في الحياة السياسية اللبنانية القائمة على نظام ديمقراطي قادر على جمع أطراف وشخصيات من طوائف ومشارب سياسية مختلفة تحت سقف الدستور اللبناني وأثبت قدرة اللبنانيين على الجلوس معاً والتباحث والتشاور معاً للتوصل إلى قواسم مشتركة متى أُتيح لهم مناخاً من الحرية وبعيداً عن ضغط السلاح العسكري والسياسي الترهيبي الممارس عليهم من دون وجه حق وأخلاق.
وختم السياسي بدعوة المعارضين للقاء إلى قراءة متجرّدة للبيان الصادر عنه والردّ عليه وهذا حق له وللبنانيين الذين يعتبرون بأن البيان يمثلهم وطبعاً الردّ المفنّد على النقاط الواردة والمدعومة بالوقائع والإثباتات وهذا أمر جيد ويفتح نقاشاً في البلاد، ولكن ما سمعنا حتى اليوم من ردود ليس سوى حفلة شتائم وتهديد وسفاهة تؤشر بأن اللقاء في مكان ومن عليه في مكان آخر لم يروا منه إلا الصورة وتكلموا من أن يقرؤوا أو يسمعوا أو يفهموا وهذا اسمه فائق غطرسة لا يمكن أن يستقيم وطنياً ولا يمكنه ولا يحق له مناقشة الوحدة الوطنية التي تجلّت في قاعة معراب وحلقات التشاور التي سبقت اللقاء ورافقته وأدّت إلى القواسم المشتركة المعلن عنها في البيان.

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" ).


المصدر : Transparency News