بين المبادرة الأميركية والمبادرة الفرنسية لمعالجة الوضع في الجنوب، يظهر تمايل لبنان نحو الخيار الأميركي بناءً على مجموعة من الاعتبارات الرئيسية. أولها يعود إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة هي الجهة القادرة بمفردها على إجبار إسرائيل على قبول أي اتفاق أو تفاهم. ويعزو بعض الأطراف هذا التمايل إلى اعتقاد الأميركيين بأنه من الضروري التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل التفكير في معالجة الوضع في جنوب لبنان.


من جانبها، استلمت الحكومة اللبنانية الورقة الفرنسية المعدلة ودرستها بعناية. وبالرغم من التعديلات التي أجرتها فرنسا على الورقة، إلا أن الجهات اللبنانية المعنية قد خلصت إلى استنتاج أن هذه التعديلات لم تكن جوهرية بما يكفي. فالمحتوى العام للورقة يركز بشكل أساسي على تأمين المصالح الإسرائيلية دون مراعاة كافية للمصالح اللبنانية.

وفي هذا السياق، أكد مصدر مطلع أن الورقة الفرنسية تصب في مصلحة إسرائيل فقط، حيث تركز على منع وجود أي تواجد عسكري لحزب الله في جنوب البلاد، بالإضافة إلى منع أي ظهور مسلح في المنطقة، مما يثير استياء الحزب.

وبالرغم من التعاطي الدبلوماسي الرسمي للحكومة اللبنانية مع الفرنسيين، إلا أن هناك اعتقاداً بأن المبادرة الفرنسية قد لا تؤدي إلى أي نتيجة، وربما تقدم لها ردود فعل تعبر عن رفض عدد من نقاطها. وفي ظل هذه الظروف، يبدو الاقتراح الأميركي أكثر واقعية، حيث يعزز دور الجيش اللبناني دون التطرق إلى قضايا حساسة مثل انسحاب حزب الله أو تغييرات في التموضع العسكري.

وفي السياق نفسه، يرى مصدر رسمي أن الورقة الفرنسية قد تغيرت لهجتها ولكن مضمونها لا يزال كما هو، مما يترك باباً مفتوحاً لمناقشتها. ومع ذلك، يؤكد المصدر على أن الحل الشامل في لبنان لن يتحقق قبل التوصل إلى اتفاق في غزة.

وسط هذه الاقتتالات الدبلوماسية، يتجه لبنان نحو وضع رد فعل على الورقة الفرنسية وتقديمه للفرنسيين قريباً، في حين يبقى حزب الله على موقفه برفض مضمون الورقة بسبب اعتبارها للمصالح الإسرائيلية فقط.


المصدر : وكالات