سلط موقع "إيران إنترنشونال" الضوء في تقرير موسع له، على القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، علي رضا عسكري، الذي تدور حوله روايات متضاربة والكثير من الغموض.


من هو علي رضا عسكري؟

شغل عسكري منصب القائد السابق لفيلق لبنان التابع للحرس الثوري، والقائد العام لعمليات الحرس الثوري، ومساعد قسم الرقابة في وزارة الدفاع الإيرانية في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي.

غاب عن الأنظار فجأة في 9 ديسمبر عام 2006، بعد رحلة قام بها إلى تركيا، ومنذ17 عاما نُشرت حول قصته أخبار متضاربة في وسائل الإعلام الإيرانية والدولية.

روايات اختفائه

أفراد من عائلته صرحوا للإعلام بأنه ذهب إلى تركيا وسوريا للتجارة في مجال الزيتون، فيما قال أصدقاء له إنه ذهب إلى هناك في مهمة عمل.

 

وسائل إعلام دولية صرحت منذ بداية اختفائه، نقلا عن مصادر استخباراتية غربية، أن "عسكري" كان على تواصل مع جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية، وأنه ذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية بملء إرادته، أما المسؤولون في إيران فيقولون إن الموساد الإسرائيلي أو "سي آي إيه" قد اختطفوا عسكري منذ ذلك الحين.

شهادات مرتبطة بالملف

ولإنجاز هذا التقرير تواصلت قناة "إيران إنترناشيونال" مع عدد من المصادر، شملت كلا من أقارب زوجة علي رضا عسكري و3 من معارفه وزملائه السابقين، وقائد سابق في الحرس الثوري، ومصدر دبلوماسي أوروبي، و3 مصادر استخباراتية أميركية.

بداية قصته تبدأ عندما توجه في ديسمبر من عام 2006 إلى دمشق، وبعدها بأيام وتحديدا في 7 من ديسمبر 2006 وصل إلى إسطنبول، واستقر هناك في فندق "جيران"، ليغلق بعد يومين جواله المحمول ويختفي رسميا منذ ذلك الحين.

في 11 مارس 2007 نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية تقريرا حول عسكري، قالت فيه إن القيادي العسكري الإيراني علي رضا عسكري أصبح جاسوسا لدى الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية في عام 2003، وبعد أسبوع من ذلك قالت الصحيفة نفسها نقلا عن مسؤول أميركي إن عسكري تعرض لاستجواب في أوروبا

في الوقت نفسه، نُشرت أخبار تشير إلى نقل عسكري إلى إحدى ثكنات الناتو في فرانكفورت بألمانيا. وفي 14 مارس 2007، قال وزير الدفاع الألماني آنذاك فرانز جوزيف يونغ، ردا على سؤال حول تواجد علي رضا عسكري في ألمانيا: "لا أستطيع الإدلاء بتصريحات حول هذا الموضوع".

كما رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية آنذاك شون ماكورماك، على ما إذا كان ينفي وجود علي رضا عسكري في الولايات المتحدة؟ بالقول: "لا أستطيع أن أصرح حول هذا الملف".

في 9 ديسمبر 2007، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير لها أن المعلومات التي تم الحصول عليها من علي رضا عسكري كانت "سرية للغاية"، لدرجة أنه تم إرسالها مباشرة إلى رئيس جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية.

في كتاب "الجاسوس النبيل: حياة روبرت أيمز وموته"، للكاتب كاي بيرد والذي نشر في 2014 يذكر نقلا عن 40 مصدرا أن عسكري حصل على اللجوء في الولايات المتحدة الأميركية مقابل تقديمه معلومات حول برنامج إيران النووي.

 أكد مصدر دبلوماسي أوروبي وثلاثة مصادر استخباراتية أميركية في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" أنه "تم نقل علي رضا عسكري، في فترة الاختفاء، من قبل الأميركيين وبإرادته، من تركيا إلى إحدى القواعد الأميركية في ألمانيا، وبعد فترة قصيرة تم نقله إلى الولايات المتحدة وفي إطار برنامج حماية الشهود يعيش في ذلك البلد بهوية جديدة".

وقال مصدر مطلع للموقع إن انتقال عسكري إلى الولايات المتحدة ظل سراً للغاية لسنوات: "على الأقل حتى إصدار تقييم الاستخبارات الوطنية في ديسمبر 2007، ولم يكن أحد يعرف عن هذا الإنجاز الاستخباراتي الكبير، باستثناء الشخصيات المحدودة لكبار المسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية والبيت الأبيض والبنتاغون، وعدد قليل من وكالات المخابرات الأميركية المعنية في القضية".

قضية علي رضا عسكري بالنسبة للغرب كانت استثناء، لم يكن عالما ولا شخصية رئيسية في برنامج إيران العسكري أو النووي عندما لجأ إلى الغرب، ولكن كما قال مسؤول عسكري إسرائيلي لصحيفة "التايمز" البريطانية: "إنه مصدر ذهبي للأجهزة الاستخباراتية الغربية".