مارون مارون


اليوم يصادف ذكرى مجزرة 7 أيار 2008، التي ارتكبتها مليشيات "حزب الله" في بيروت، واعتبرها نصرالله يومًا مجيدًا، بينما وصفها شريكه في جريمة الغزو، المدعو ميشال عون، بأنه "اليوم الذي بات فيه القطار على السكة الصحيحة". نعم، إنه اليوم الذي لم يتجرأ فيه أعداء لبنان وغُزاته على ارتكاب ما ارتُكب بحق العاصمة أم الشرائع. 

فتجرأ الإجرام بغطاء من أصحاب المصالح، حيث تمّت التضحية ببيروت تمهيدًا للفوز بالرئاسة، فكان لا بد من دَفع الجزية والضريبة وتجرّع الكأس، الذي تبرّع عون بشربها حتى الثمالة، فرفعا معًا كأس الاجتياح والإجرام والقتل والتنكيل والموت وسفك الدماء واحتلال أحياء بيروت بشكل لم يسبق لدولة إسرائيل أن ارتكبت هذه الأفعال بحق مُلتقى الحضارات.
نعم، في ذلك اليوم انتقلت عدوى "حماس"، التي مارست التنكيل بحق عناصر من حركة فتح في قطاع غزة، إلى حليفها "حزب الله"، الذي رمى الأبرياء والعُزّل من شُرفات المنازل، وسَحَل آخرين في شوارع بيروت الجريحة التي شهدت إجرامًا ما بعده إجرام.

كل ذلك لهدفين أساسيين، الأول هو منع انتخاب رئيس من قوى 14 آذار التي فازت بالغالبية النيابية، وبالتالي إرغام قادتها على الذهاب إلى الدوحة للاتفاق على اسم الرئيس. أما الهدف الثاني فهو انتزاع "حزب الله" الثُلث المُعطّل في تشكيل الحكومات من خلال توقيع غير معلن وغير دستوري، وهذا ما حصل، بحيث خضعت أكثرية القوى السياسية المُشارِكة، باستثناء القوّات اللبنانيّة التي تحفّظت وحيدة على اتفاق كُتِبَ بدماء أبناء بيروت الأبرياء.

وبعد ذلك، فإن السابع من أيار المشؤوم، وعلى الرغم من فظاعته، إلا أنه يبقى نقطة في بحر فاجر، باعَ واشترى وتاجر بدماء الأبرياء، ومنح القتلة صك براءة كرمى لعيون رئاسة لهث خلفها، وما أن وصل إليها حتى تخلّى عن الجمهورية التي رمى بها إلى قعر جهنم، في مشهد نادر ولافت، فبدل أن يسعى إلى حفر اسمه على صفحات التاريخ المُضيء من خلال أفعال ومواقف مجيدة، أصر على إضافة اسمه إلى صفحات نيرون وهولاكو وجمال باشا السفّاح، فأغرق لبنان ورحل، يستمتع بما أورث اللبنانيين من خراب وانهيار ونزوح وحروب... للأسف... والسلام.


المصدر : Transparency News