تُمثل "أسراب المسيّرات" نقلة نوعية في عالم الحروب، وتُشير إلى مستقبل تشارك فيه الآلات الذكية بشكل أكبر في العمليات العسكرية. ويبقى السؤال حول الآثار القانونية والأخلاقية لهذه التكنولوجيا، وعلاقتها بدور العسكريين في ساحة المعركة، مفتوحًا على نقاش واسع.


يشهد العالم تطوراً هائلاً في دور الطائرات المسيّرة في الحروب، حيث باتت تُستخدم بكثافة في مختلف الصراعات، من ناغورنو كاراباخ وأوكرانيا إلى غزة وإيران. وتشير التطورات إلى أنّنا نقف على أعتاب مرحلة جديدة كلياً في استخدام هذه الطائرات، مرحلة "أسراب المسيّرات" الذكية.

المرحلة الأولى: الإنسان والآلة

في المرحلة الأولى، التي بدأت مطلع الألفية الجديدة، كانت الطائرات المسيّرة تُدار من قبل مشغلين بشريين يتحكمون في كل خطوة، من المراقبة واختيار الأهداف إلى تنفيذ الهجمات. وقد تمثّل ذلك في تسليح طائرات البحرية الأمريكية بصواريخ "هيلفاير" بناءً على طلب وكالة الاستخبارات المركزية (CIA).

المرحلة الثانية: الذكاء الاصطناعي يدخل المعترك

أما المرحلة الثانية، فتتميز بدور أكبر للذكاء الاصطناعي. ففي هذه المرحلة، يُقدم الذكاء الاصطناعي للمشغل البشري خيارات واسعة حول الأهداف المحتملة، مع بقاء قرار تنفيذ الغارة بيد الجندي. وتُعدّ إسرائيل مثالاً بارزاً على ذلك، حيث تستخدم أنظمة ذكاء اصطناعي قوية في حربها ضدّ حماس، ما يثير تساؤلات حول قانونية وأخلاقية استخدام هذه الأنظمة، وعلاقتها بالعسكريين.

أسراب المسيّرات: ثورة في ساحة المعركة

تُعدّ "أسراب المسيّرات" مفهومًا جديدًا يُغيّر قواعد اللعبة في الحروب الحديثة. حيث تتواصل هذه المسيّرات فيما بينها وتتبادل المعلومات أثناء وجودها في الجو لتحقيق هدف مشترك، دون الحاجة إلى مشغل بشري لكل طائرة. وتُتيح هذه التكنولوجيا إمكانيات هائلة، مثل تدمير غواصات العدو أو التصدي لإنزال جوي واسع.

تحديات وتطورات

يُواجه انتشار "أسراب المسيّرات" بعض التحديات، أبرزها الحاجة إلى امتلاك مئات، بل آلاف المسيّرات ودمجها في نظام واحد. كما أنّ تكلفة الطائرات القتالية التعاونية، مثل طائرة "كراتوس XQ-58 فالكيري" الأمريكية، باهظة الثمن، وتتطلب تقنيات متقدمة وموارد كبيرة.


المصدر : Transparency News