يشهد سوق الذهب في لبنان ارتفاعاً ملحوظاً لم يسبق له مثيل، حيث تجاوزت أسعاره مؤخرًا مستويات قياسية عالمية. ويأتي هذا الارتفاع في ظلّ ظروف اقتصادية وجيوسياسية معقدة، تُلقي بظلالها على مختلف الأسواق المالية.


 يشهد سوق الذهب في لبنان ارتفاعاً تاريخياً غير مسبوق، حيث تجاوز سعر الأونصة 2400 دولار أمريكي لأول مرة في تاريخه. ويأتي هذا الارتفاع في ظلّ توترات جيوسياسية، وارتفاع معدلات التضخم عالمياً، وعدم اليقين في الاقتصاد العالمي.

عوامل الارتفاع:

يُرجع الخبراء الارتفاع في أسعار الذهب إلى عدة عوامل، أهمّها:

  • التضخم العالمي: شهد عام 2022 ارتفاعاً هائلاً في معدلات التضخم، خاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كونه تحوطاً ضدّ التضخم.
  • شراء البنوك المركزية للذهب: تقوم البنوك المركزية، وعلى رأسها البنك المركزي الصيني، بشراء الذهب بشكلٍ مُكثّف، مما يُساهم في زيادة الطلب عليه.
  • ندرة الإنتاج: تُواجه عمليات استخراج الذهب صعوباتٍ وتحدياتٍ مُتزايدة، ممّا يُؤدّي إلى نقصٍ في المعروض من المعدن النفيس.
  • التوترات الجيوسياسية: تُؤدّي الأزمات والحروب والتوتر بين الدول إلى زيادة الطلب على الذهب كونه ملاذاً آمناً للمستثمرين.

توقعات الخبراء:

يتوقّع الخبراء أن يستمرّ الذهب في الارتفاع خلال الفترة القادمة، مع تواصل التضخم وازدياد حدة التوترات الجيوسياسية.

ووفقاً للخبير الاقتصادي نديم السبع، فإنّ بعض البنوك الاستثمارية تتوقّع وصول سعر أونصة الذهب إلى 2700 دولار، بينما تتوقّع بنوك أخرى وصوله إلى 3000 دولار.

الذهب ملاذ آمن:

يُعدّ الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرين في ظلّ الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية، حيث يُحافظ على قيمته على المدى الطويل.

وعلى حدّ تعبير السبع، فإنّ "العلاقة بين قوة الدولار والذهب عكسية، أي عند ارتفاع الدولار ينخفض الذهب أو عند ارتفاع الفائدة ينخفض سعر الذهب. ولكن هناك عوامل وتوترات جيوسياسة وعدم يقين بالإقتصاد العالمي قوي جداً، يدفع العالم للجوء إلى الدولار كملاذ آمن وكذلك الأمر للذهب للتحوط من التضخم والأزمات".

نصائح للمستثمرين:

ينصح الخبراء المستثمرين الراغبين في شراء الذهب بالتأكد من شرائه من مصادر موثوقة، والتأني في اتّخاذ قرارات البيع والشراء، ومتابعة تحليلات السوق بشكلٍ دوري


المصدر : Transparency News