تمّ تأجيل الانتخابات البلديّة في لبنان، و يرجع ذلك بشكل رئيسي إلى مخاوف محور الممانعة من الخسائر الكبيرة التي قد يتكبدّها حلفاؤهم المسيحيّون. يبدو أنّ محور الممانعة، بقيادة حزب الله، قد وجد صعوبة في مجاراة تأثير القوّات اللبنانية و تقديم رؤية بديلة تستقطب الجمهور اللبناني. نتيجة لذلك، لجأ المحور إلى حملة إعلاميّة عنيفة لتشويه صورة القوّات اللبنانية و حلفائها، في محاولة لتغيير التوجّهات الشعبية. 


رغم ذلك، لم تُثمر هذه الاستراتيجية عن النتائج المرجوّة حتى الآن، إذ تعاملت القوّات اللبنانية بذكاء و هدوء مع هذه الحملات، مفضّلةً عدم الانجرار نحو الردود العاطفية في تعاطيها مع القضايا السياسية. هذا النهج الهادئ قد أكسب القوّات اللبنانية تأييداً واضحاً في مواجهة تكتيكات محور الممانعة، ما دفع الأخير إلى تصعيد حملته المسعورة بشكل أكثر توتّراً، ممّا أدّى بدوره إلى زيادة النفور الشعبي من المحور. 

التمديد الأخير للانتخابات البلدية في مجلس النواب يُعتبر مؤشّراً واضحاً على هذه المخاوف المتزايدة من قِبل محور الممانعة، و التي تؤكّد توقّعاتهم بأنّ حلفاؤهم معرّضون لخسائر فادحة في أيّ انتخابات قادمة.